صدور كتاب جديد حول المجاهد احمد اولحاج اخنوش عن مطبعة الرباط نت صدر للكاتب عبد الله كيكر الابرايمي إصدار جديد في طبعته الأولى برسم سنة 2012 ذي رقم الإيداع القانوني 1089 MO 2012 ، ودي التأشيرة الدولية المعروفة بالردمك تحت رقم 8 -969-30-9954-978 تحت عنوان " من رجالات سوس احمد اولحاج اخنوش " المجاهد والمناضل والزعيم والرمز.
هذا الإصدار الذي يمكن تصنيفه في خانة السيرة الذاتية انضافت إلى خماسية مؤلفاته التي بدأت منذ سنة 2007 مع صدور كتابه الأول :تجاوزات جيش التحرير الجنوبي في سوس " مرورا بإصداره عن ثانوية يوسف بن تاشفين 50 سنة من العطاء سنة 2009 وصولا إلى مؤلفه عن " ذاكرة اكادير في القرن العشرين " خاصة الجزء الثالث المخصص لزلزال 1960 والذي ألفه بمعية لحسن الروسافي وايعزا جفري سنة 2010.
أما اصدره عن"معركة ايكالفن ونهاية حيدة بن مايس" باشا تارودانت فكان في سنة 2010 أيضا.
لتحل سنة 2011 وتكون نهاية الباقية الخماسية من الإصدارات من خلال كتاب عن " ذاكرة اكادير في القرن العشرين" الجزء الأول بمعية رفقاء توثيق الذاكرة الاكاديرية لحسن الروسافي وايعزا جفري.
هذه الملكة في التأليف والانجذاب نحو الإصدار نابع بالأساس كما جاء على لسان الأستاذ المؤلف عن حس البحث في تاريخ منطقة سوس الذي استهواه لما تقاعد عن ركب القافلة التربوية مرة مربيا مدرسا وحينا إطارا إداريا.
هاجس التنقيب والكتابة حذا بالمؤلف إلى توثيق السيرة الذاتية لأحد رجالات سوس ، وليس أي رجل كما جاء على لسان صاحب الإصدار فاعتماده نمط السيرة الذاتية لهذا العلم فيه تكسير للقاعدة المتعارف عليها والقائمة على التوثيق والتاريخ لسير العلماء والأدباء والفقهاء والزعماء والقياد والبشوات دونا عن التجار ورجالات المال والأعمال.
خط تحريري متعمد وواضح المعالم إذا عدنا إلى مقدمه إصداره التي يقول فيها..." ولم يكتب احد عن التجار ولا عن رجال الأعمال ولأخلدت أسماؤهم بإطلاقها على منشئات وطنية أو محلية ".
ويسلط المؤلف الضؤ على حقيقة أساسية مفادها أن الكتابة عن الأعلام في ميادين ترتبط برجالات الأدب والشعر والعلماء والفقهاء والشيوخ والقياد يبقى صرحا غير مكتملا دون الكتابة عن التجار ورجالات المال خاصة بالقطر السوسي.
ولا ينس صاحب الاصداره دائما من خلال مقدمة بسط خلفية النبش في سيرة الاعلام التي تقف فقط عند التوثيق والتاريخ بل تتعداه إلى نوع من اللذة التي ينتشي بها المؤلف خاصة وان علم سيرته من وزن احمد أو لحاج اخنوش هذه اللذة لا تكتمل نشوتها لنضوب منابع الرشف التي اقتصرت على استناد وحيد قائم على المصادر الشفاهية.
ولم يخف الأستاذ عبد الله كيكر ما حز في نفسه وغص في حلقه من جراء نسيان وتجاهل اعلاما لعبوا ادوارا كبيرة في حياة الوطن وساهموا في بناءه ، لقد كانوا عباقرة في ميدانهم لكن تخندقوا في دهاليز النسيان بمجرد موتهم.
حتى إن المقدمة في تبرير علة الاهتمام بتوثيق سيرة احمد او لحاج اخنوش حاولت مقاومة المعادلة غير المتساوية الأقطاب التي تجعل كفة توثيق سيرة العلماء والفقهاء والشيوخ والزعماء راجحة عن كفة التجار ورجال الأعمال وعلة الترجيح أن الأوائل يقدمون ادوار أساسية في المجتمع واللاحقون لا يخدمون إلا نفسهم ولا ينظر إلى الدور الأساسي في تنشيط اقتصاد القرية أو الناحية أو الوطن . مقدمة ضمن في ثناياها استفهاما يحمل في ثناياه ، البحث عن مشروعية الآن والأوان لتوثيق سيرة هؤلاء التجار بل واستحقاقهم. وقفة تخليد أسمائهم وأعمالهم الجليلة والمغزى اقتداء الأجيال الصاعدة بنهجهم.
فرغم عظم وهالة انجازات هؤلاء التجار العصامية فلم تخلد للبركبان سيرتهم وعلة ذلك تكتم هؤلاء تواضعا أحيانا ولنزعتهم الدينية القائمة على أن اعمالهم صدقات جارية احايين كثيرة.
فعلة التكتم والانزواء في نبش سيرة التجار ورجالات المال غير ذي جدوى في حق شخصيات عصامية حققوا المعجزات من عدم ونافسوا رجالات توارثوا التجارة جيل عن جيل.
أساس انطلق منه المؤلف ليعكس لنا حقيقة رجالات المال والأعمال بتافراوت الذين زاحموا برجوازية مغربية وزحزحوها. وماهية افتخار صاحب الإصدار بعصامية هؤلاء التجار السوسيون نابع من كون غالبية هؤلاء الرجال جاؤوا التجارة من وراء الغنم ولا سلاح معرفي لهم سواء بالمدينة وأهلها ولغتهم.
من منطلق هذا الإعجاز العصامي يؤكد الأستاذ عبد الله كيكر أن باب الاعتراف بالجميل يزكي استحقاق هؤلاء العمالقة لتخليد أسمائهم بكتابات وابحاث وإطلاق اسماءهم على منشآت ومؤسسات عمومية.
والتوثيق لهم نبراس للشباب ليسيروا على هداهم وما اكترهم الذين تناستهم الذاكرة والذكريات من طينة الحاج عبد السوسي والحاج اكدورت ومولاي مسعود اكوزال والحاج على بونيت والحسن الراجي ( بوتاي ) ...
فاذا كانت هذه علل مبررة لتوثيق سيرة الحاج احمد والحاج اخنوش كواحد من احد رجالات سوس فعلة الانفراد والتفرد التي تزكي وجوب تخصيص سيرة لهذه الشخصية تكمن في الجمع بين التجارة والجهاد ضد الاستعمار.
فهدا التفرد وكل تلك المبررات هي التي دفعت بالمؤلف الى اصدار مؤلف يحمل بين دفتيه 185 صفحة توثق لسيرة اخنوش. وفي الحديث عنه حديث عن تاريخ المنطقة وتاريخ الوطن لأنه واحد من الدين صنعوا تاريخ هذا الوطن .
اصدار تختم مقدمته بالتماس عذر مسبق في حالة حدوث قصور في التعريف بهذا العلم الرمز الذي كان حري من احد ابناء المنطقة ان يتولى توثيق سيرته خاصة وانهم فضلاء منه علما وعملا، الا ان موضوع تكليفه من قبل لجنة مهرجان تافراوت لتقديم عرض عن هذه الشخصية كان اللبنة الأولى لبناء صرح هذا الإصدار الذي نبش في سيرة شخصة فذة وفريدة جمعت بين الجهادية والنضالية والزعامة والرمزية...